ذات مرة خرجتُ من الجامعة لأذهب إلى المسجد وكان لا يزال هناك بعض الوقت إلى حين مجيء وقت صلاة الجمعة، فجلست على أحد المقاعد وبدأت أتصفّح هاتفي ريثما يحين موعد الإقامة وإذ بهذا بقط يتحسس معطفي، ثم قفز وتقوقع في حضني، جلس قرابة العشر دقائق، ولم أقم بإزعاجه طوال تلك المدّة.
عندما أردت الذهاب نكزته بلطف ففهم الأمر (بعض القطط لا تفهم وتغرس أنيابها في البناطيل عند محاولة إنزالها 🤦🏻)، أما ذاك القط المحترم فنهض على الفور.. وأردت مداعبته قبل الذهاب (هذه عادتي مع القطط) لكنه أشاح بوجهه وأحسست بأنه شعر بالحزن فالجو كان ماطراً والهواء بارد ويبدو أنني أزعجت المسكين حيث إنه كان مستمتعاً بمكانه الدافئ.
يتولّد لدي إحساس مزعج كلّما تمعّنت صورته في هاتفي، قد يبدو الأمر عادياً من الخارج لكنني متأثرٌ جداً بهذا القط وأتمنى أن أجده لأجلسه في حضني مرة ثانية لأعوضه عن ذلك الإزعاج 😶💔