لا يخفى على أحد مدى الراحة النفسية التي شعرنا بها ليلة أمس إبَّان فوز الرئيس أردوغان على منافسه العنصريّ الأرعَن كلتشدار أوغلو بولاية جديدة.
ولعلَّ الجميع بات يلاحظ خُضوع طبائع البشر بجملتها لقانون العزّة القومية، ولذلك نشهد تعاظماً غير مسبوق لآفة التمييز العنصري وأصوات العنصريين التي تتعالى شيئاً فشيئاً في كثيرٍ من البلدان وتحديداً في هذا البلد الذي نعيش فيه،
حيث يُعمَل على جعل الإيمان القومي كالصلوات الخمس، مقدَّسةً في أذهان الأمّة.
التعصّب، أو ما أسمّيه بالحميميَّة النفسية الخرقاء، تلك النزعة المَرَضيّة التي تصيب النفس البشرية وتجرّدها من بعض خصالها الروحيّة وتنزع عنها الكثير من المشاعر الإنسانية النبيلة- هي عقدة نقصٍ في نفوس أصحابها، ولا يكاد يخلُ منها عصر من العصور.
تفكّروا معي في قباحة هذا الشعور الإستعلائي من خلال سيرة إبليس..
حيث كان عبداً من عباد الله- عبدَ الله آلاف السنين- إلا أنّ جميع أعماله حبطت بجملةٍ واحدة قالها وشعورٍ داخلي كان يضمره في نفسه..
قَالَ أَنَا۠ خَیرٌ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّار وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طين،
فباءَ بغضب الله وسخطه وقِيل له- ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُوماً مَّدۡحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِینَ،
لقد بدأ شعور الفوقيّة وشهوة النَّسَب والأصل من الجنة وكان إبليس أول من تصرّف بها ثم انتقلت إلى نفوس المرضى أتباعه من بني آدم- هذا ولن تزول إلى قيام الساعة والله أعلم، فما عليكم من البشر النّاقصين المأبلَسين،
ولستُ أدعوكم هنا للتأقلم على العنصرية وصرف النظر عنها بالكامل، بل أدعوكم لعدم الاكتراث بكلام أولئك المرضى مُعكِّري صفو الحياة (دعوهم يخلوا وتضاعفوا أنتم)، وتحلَّوا بالصفات المنبعثة من أنوار الملائكة فذلك هو الجمال الأسنى.
لهذا نستعين بالله ونستمر في حياتنا دون اكتراث🌿