بعد انقضاء أسابيع من المهام والضغوطات جلستُ أتفكَّر بيني وبين نفسي وأتذكر كيف أنني كنت أتَفَتَّرُ وأتَشَطَّر أيامَ كانت مسؤولياتي لا يتجاوز عددها عدد أصابع كِلتا يدَي.

الشيء الذي يجعلني أستمر في الحياة في هذه الأحيان هو القرب من الله والشعور بوجوده، ومعرفة الغاية من وجودنا على هذه الدنيا بشظفها وبأسها، ذلك من خلال الالتزام قدر ما أمكن بتعاليم ديننا الإسلامي ورسالته السماوية التي لا تهزمُها الأرض ولا تذُلُّها أبداً.

أَسعَى نعم، لكنني لا أقدر على شيء إلا بإذنه، هو الذي يبقيني في حالة الاستمرارية ويلطف بي ويتولّى أموري ويجبرها بلطفه وكرمه.


لَا تَخَافَآ ۖ إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ،

كيف لي أن أصف السكينة التي تبُثُّها هذه الآية داخل نفسي، وكأنما أُفرِغَت الطمأنينة فيها إفراغا، ذلك الشعور الذي قذفه الله في قلب سيدنا موسى وأخيه هارون،

وهي في ذات الوقت رسالةٌ لنا (الآية)، مفادها أنني (الله) معكم أسمعكم وأرعاكم وأُدبّر أموركم من حيث لا تعلمون، فأحوالكم وأفعالكم لا تخفى عليّ.

لستُ أذكرُ عدد المرّات التي جَبَرَ الله فيها خاطري في أمورٍ أحسَبُها بعيدة كل البعد وخارجةً عن نطاق المنطقية والتّفكيز العقلاني،

لذلك، أنا مرتاحٌ نسبياً ومؤمن بأن الله يتولى جميع أموري وأنه تعالى يريد مني السَّعي وبذل الجهد فقط، أمَّا التوفيقُ والتيسير فأمرهما متروكٌ له وحده.


مع التقدّم الحاصل في هذا الزمن.. يحاول الضعفاء الذين يعرفون ظاهراً من الحياة الاستغناء عن الله ومفهوم الإله عموماً إلّا أنهم لن يفلحوا في ذلك، فهذا العالم وهذا الكون بأسره يجري بقوانينه ومشيئته هو وحده.

كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى