يائس أم بائس، لا أدري أيُّهما هو، دخلَ قطٌ إلى مكان عملنا وأخاف البعض، أخافْ! أهُناك من يخاف من القطط؟ أجل.

لكن لِمَ يخافون من الأليف اللطيف نقيّ الهيئة بينما عليهم أخذ الحيطةِ منه لا أكثر، كيف له أن يُفزِع قلب أحدهم ويبعث فيه شعور الخوف؟

هذا لأنه لا يتوانى عن إظهار طباعه وغريزته الحيوانية بين الفينة والأُخرى، إنه رهيبُ الوثبة والهجوم، اعتاد المباغتة، فمخالبه لم تأتي من عبَث، ملامحه تخبر عن كِبَر سنّه، غيرَ أنني أشعر أنه بائسٌ قليلاً، أتُراه ملَّ من الحياة يا تُرى؟ أم أنَّ هناك شيء ما يجعله يبدو على تلك الهيئة البدينةِ الهَرِمَة ويحرمه لذّة استكشاف المحيط كبقية القطط.

لمَ تبدو حزينًا أيها القط؟ ألستَ أنت من يألفُ الناسَ ويألفونه؟ هوّن عليك، لو أنَّ بين مملكة الحيوان صاحب جلالة لكان الاختيار سيقع عليك لا محالة (: