لستُ أقولُ ملَك الشّارع أو ملَك الحي، بل ملكَ كلَّ شيء؛

سلاحٌ فتّاك ،جعل من السّيطرة على نطاقات واسعة (فكريةً كانت، أم سياسية أو اجتماعية) بما في ذلك المنامات، الأحلام الشخصية والأهداف المستقبلية أمرًا سهلًا وهيّنًا.

ما يُميّز سّلاح الإعلام عن غيره قابليته العمياء ليصبح أداة طيّعة بيد مشغّليها، فيكون مُحتالًا، فتّانًا، أعمىً، منحازًا وغير منصف في كثير من الأحيان، ولكي أكون منصفًا في شخصي، لدى الإعلام أوجهه الإيجابية إلّا أن كثرة السلبيات تطغى عليها بشدّة، وقد يعتقد كثيرون بوجود إعلامٍ حر، غير أني شخصيًا لا أتبنى هذا التفكير.

قُدرة الإعلام التَّلقينيّة والتَّحكُميّة بالجماهير لا حصر لها وذلك بأساليب أقل ما يقال عنها أنها خبيثة، فيُغَيّب ما يمكن تغييبه ويبرز ما يُراد إبرازه أو الترويج له، كما يحدث اليوم بأن تغيّب مجازر شنيعة تحدث في بقع جغرافية مختلفة عن شاشات التّلفزة، فيتضامن الناس مع معاناة شعبٍ وقضية ويتغافلوا عن معاناة شعبٍ آخر لا تختلف فيها معاناتهم عن الأولى في شيء- سوى أن الاستثمار الدولي في قضيتهم تعدُّ مقامرةً خاسرة، أو أنها تضر بالمصالح التي تُعَد بمثابة الآله في هذا العصر.