أُجبرتُ البارحة على تناول قلمي لأقوم بتدوين بعض الكلمات على مذكّرتي، فاجتهدتُّ وأخرجتُ من الذاكرة ما كنتُ غافلًا عنه منذ شهور، غير أنني لم أُوَفَّق كثيرًا بكتابة ما يدور في خُلدي لسببٍ ما، ويبدو أن دراستي قد عمِلَت فيَّ عملَها وبدأتْ تُفسد عليَّ ما يعزُب في عقلي من خواطِرَ، ولقد بدأ الشَّرخُ بيني وبين كُتبي وما يستهويني يزدادُ شيئًا فشيئا، وعدّتُ لا أقوى على مجابهة هذا الواقع؛
أيُعقل أنّ ذلك سببه الوقت رغم دأبي على تنظيمه!
ولو أنّ أمره بيَدي لجعلتُ عقارب الساعة تُبطِئ في مشيتها بعض السُويعات؛
آهٍ من الوقت الذي ينتهي فيه الموجود لنستَذكِرَ في الغدِ أنّهُ كانَ موجودًا.
كيف لا يستشعِرُ الناس أنّ هذا الشيء المُسمّى بالوقت يهدمُ من كل حيٍّ جزءًا قبل أن يحطِّمه بجملته.
يا عجبًا لأمر الوقت، ويا عجبًا لأمرِ الناسِ عجبًا لا ينتهي.