كمثلِ أيّ طفلٍ وُلد في سوريا، وكان يتجرّع اللّقاح البعثي كل يوم أحد وخميس من خلال النّشيد والشعار الشبيه بالشعار النازي الذي كنا نرفعه بأيادينا كالروبوتات المبرمجة مرددين جملة “مستعدٌ دائماً ” استجابةً للنداء الطليعي المُقدَس الذي أُلقي على مسامعنا للتو، كنت أظن أن القائد الخالد حافظ الأسد أسطورة فريدة ليس لها مثيل وأنها لن تتكرر إلا في بلادنا، فلا يمكن لطفل في عمري حينها أن يشطح بأفكاره أبعد من ذلك.

تقادمت السّنين وتبدَّلت الأكاذيب بالحقائق وعَرفتُ مَن يكون الخالد في كُتب التدليس التي تَبُثُّ سموم الأفكار البالية في عقول الصغار من الطلبة السوريين.


في مثل هذا اليوم، وفي الثامن من آذار من عام ١٩٦٣ دخلَت سوريا عصر الظُّلمة والانحطاط، عصرٌ تراجع فيه الإنسان وأصيبت فيه الدولة بمرض التَّوحش.

٦١ عامًا من حكم البعث، ذلك الحزب الذي صدّع رؤوسنا بشعاراته المُنتنة (وحدة حرية اشتراكية)،

شعاراتٌ بالية لم يسعى الحزب ولا قادتُها المقبورون لتطبيقها يومًا، بل ظَلَّ السَّعيُ مُقتصرًا على تدمير الإنسان وكينونته كفرد، أمّا المجتمع فعملوا على إفساده وشّهوا من مفهوم الدولة، فتحوَّلَت الأخيرة من مؤسسة ترعى شؤون المواطن لعصابة طائفية حاقدة تنسب البلاد لعائلة وتنظر للمجتمع نظرةَ السّيد للعبيد.

٦١ عامًا من حكم البعث، ذلك الحزب الذي صدّع رؤوسنا بشعاراته المُنتنة (وحدة حرية اشتراكية)،

شعاراتٌ بالية لم يسعى الحزب ولا قادتُها المقبورون لتطبيقها يومًا، بل ظَلَّ السَّعيُ فقط نحو تدمير الإنسان وتعطيل المجتمع وإفساده وتشويه مفهوم الدولة، فتحوَّلَت الأخيرة من مؤسسة ترعى شؤون المواطن لعصابة طائفية حاقدة تنسب البلاد لعائلة وتنظر للمجتمع نظرةَ السّيد للعبيد.

8/03/2024