ليسَ كمثلِ الشِّعر شيءٌ يداوي النفوس، لهذا فلتكن هذه القصيدة تجسيدًا لصراع الحروف بين اليأس والغضب.
سلكتُ طريق الشِّعرِ وسيلة،
لَعلِّي أَجِدُ لدَائي دواء،
قلَّبتُ الكلمات بُخُلدي،
بحثًا عن صفةِ الجُبناء،
نثرتُ على الأرضِ جراحاتي،
وسقيتُ بدمعي الأرجاء،
وصبرتُ على عظَمِ مُصابي،
بالصبرُ خلاصٌ العقلاء،
وضعتُ كتابي بجانبِ قلمي،
شكوتُ إليهم بَثّي وحُزني،
رشمتُ بِيَديَ كتاباتٍ،
وهجوتُ بها حُكمَ العُملاء،
نظرتُ لقلمي وقلتُ لنفسي،
أرسمُ غيمًا أم دبّابة؟
فهذا سلاحي وفيه المخزن،
يحملُ حبرًا ليس رصاصة،
هاتِ القلَمَ سأركُمُ ركمًا،
وأُريهم حقد الأعداء؛
لن أبرحَ حتى أستلهم،
من دربِ الأبطالِ رواية،
فهذا أمامي عدوٌ غاشم،
ومن خلفيَ شعبٌ وحكاية،
وورائي وطنٌ ينتظرُ،
من يرفع للمجدِ الرّاية؛
وتلكَ إذًا قافيةُ الهمزة،
وكذلك قافيةُ الياء.