“القوقعة”، وهي روايةٌ حقيقية تُصنَّف ضمن أدب السجون،

تتمحور قصة الكتاب حول شاب سوري مسيحي جرى اعتقاله في المطار فور عودته من فرنسا بعد تخرجه من الجامعة هناك وسُجن في أحد أسوأ سجون العالم (سجن تدمر الصحراوي) ١٣ عاماً ظُلماً دون أن يعرف التهمة الموجهة إليه.

هذه الرواية أكملت قرائتها إلى النهاية واعتبرت ذلك انجازاً لأنني سبق وأن حاولت من قبل قراءة رواية “يسمعون حسيسها” (أيضاً قصة معتقل سُجن في تدمر) لكنني لم أستطع اكمالها لبشاعة قصص التعذيب التي أحدثت لي جُرحاً دامغاً في قلبي لم أشفى منه إلى الآن.

أن تسمع قصص التعذيب اللإنسانية الوحشية وأساليبها داخل أقبية السجون السورية لمدة دقيقتين من أفواه معتقلين سابقين كُتب لهم النجاة أمر صعب للغاية، لكن أن تقرأ رواية كاملة لمئات الصفحات عن قصصهم التعيسة والكئيبة وتعامل الحراس والسجَّانين معهم داخل السجن أمر بشع جداً ويحتاج لشجاعة أو بالأحرى لصلابة أو قسوة قلب.


أثناء قرائتي لرواية القوقعة كُنت أقف مذهولاً لأكثر من ربع ساعة من التفكير في صفحة واحدة بسبب أنني لم أكن قادراً على تخيُّل مشاهد التعذيب والتعامل اللآدمي مع السجناء، كنتُ أتسائل كيف لإنسان أن يسبب كل ذلك الألم لإنسان مثله وأن يستمتع برؤيته يصرخ من الألم ويتوسَّل إليه مهاناً!

وهل هناك شيء في هذا العالم يستحق أن يُعذَّب لأجله البشر بكل تلك الوحشية!

الكتاب لاقى رواجاً كبيراً وتُرجم إلى عشر لغات مختلفة وتُعد من أشهر روايات أدب السجون العربية مع الأسف.