قد تختلف معاني الحرية من شخص لآخر فذلك أمر لا يجتمع عليه الناس كلهم، إلا أنه توجد هناك صيغةٌ موحدة قد اُتُّفقَ على أنها التّعريف العام للحرية إذ أشار بعض الفلاسفة إلى ذلك بمصطلح غياب الجبريَّة، كأن ينفك الإنسان من القيود المادية والمعنوية وتبعاتها وما إلى ذلك.


أمّا بالنسبة إليّ فإن المعاني التي تكمن داخل مصطلح الحرية كثيرة وأذكر أهمّها، كأن أحصل على حرية الدين ولا أُكره على ذلك، أي أن أطبّق تعاليم عقيدتي في حياتي وأسعى لترسيخها وتوريثها لأبنائي من بعدي أيضاً، فلا أرى بأنه يحق للدولة التي أنتمي إليها أو التي أعيش فيها أن تزرع فيهم معتقدات مغايرة عن معتقداتي فذلك يُعتبر تدخلاً صارخاً في شؤون الأسرة، ولنا في الدول الأوروبية خير مثال على ذلك، فالتعدّي على كيان الأُسرة هناك يجري تحت مظلة الحجة المسماة بـ “الاندماج”، فأرى بأنه يجب احترام كيان العائلة المتمثل بسلطة الأبوين من قِبل الجميع دون استثناء، حيث يكفي أنّ ثقافة المجتمع الذي رضيتُه لنفسي ولهم ستكون غالبةً على طباعهم وهذا مما لا شك فيه، وإلّا ما الغايةُ من انجاب الأطفال أصلاً!

ومن المعاني الأُخرى التي لا أقدر على الاستغناء عنها هي حرية الفكر والكلام وإبداء آرائي السياسية بكل جرأة كتقييمي للحكومات وسياساتهم والإفصاح عن ما يدور داخل رأسي دون الخوف من استدعائي لإحدى الفروع الأمنية للتحقيق معي بشأن ما قلت أو كتبت (ذلك مع التزام حدود الأدب والضوابط الأخلاقية وعدم النيل من كرامة أحد).

ختاماً.. فإنّ للحرية أنواع كثيرة ومتشعبة كالحريات السياسية والمدنية والاقتصادية والشخصية وغيرهم وكلها لا تتحقق إلا بوجود مجتمعات تراعي حقوق الناس وتعتقد بمساواتهم جميعاً.