وقفتُ اليوم على مقطع لفتاة غير محجبة وقد كتَبَت: "صليت ونزلت لصالة الرياضة"، وبينما كانت مستلقية تتدرب بالأثقال.. قامت ووقفت، وإذا بقطعة حديدية تضرب المكان الذي كانت مستلقية عليه (دون الدخول في تفاصيل السبب).

ولهذا السبب أرادت الفتاة (غير المحجبة) تعظيم شأن الصلاة، غير أن كثير من المسلمين كتبوا تعليقات سلبية على منشورها في انستغرام.. من قَبيل: "لماذا تتحدثين عن الصلاة وأنتي غير محجبة؟ والآخر كتب عن الذنوب التي في المقطع من التبرج وعدم ارتداء الحجاب إلى آخره".

هؤلاء جميعًا كانوا يظنون أنهم يُحسنون صنعًا، بينما كانوا يُنفّرون لا أكثر من خلال تعداد ذنوب الفتاة بأسلوب فَجٍ ودَج.

الدعوةُ إلى الله فنٌّ راقٍ، ومنهجٌ جليل، سار عليه الأنبياء والصالحون، فبلّغوا الحقَّ بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى جمعوا بين قوّة البيان ورقّة القلب، مصداقًا لقوله تعالى:

ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل: 125].

وليس كلُّ من آمن بالله واليوم الآخر يُحسن هذا الفن، فالدعوة تربيةٌ قبل أن تكون خطابًا، ورحمةٌ قبل أن تكون حُجَّة، كما قال النبي ﷺ: “إنَّ منكم منفرين” [متفق عليه]، نهيًا عن الغلظة والجفاء.

فرحم الله امرأً صان لسانه عن الغلظة، وكفَّ أذاه عن المسلمين وغيرهم، فلم يُنفِّرهم من نور الإسلام، بل جذبهم إليه بسماحة خُلقه وجمال منطقه.